الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

قلب بلا ضمير

في كل صباح انطلق مبحراً في ذكرياتي أتأمل حالي حينما كنت تائهاً في حبها
ضائعاً في بحرها ومتيماً بها
حينما كنت اصحوا على نغم صوتها العذب واتنفس انفاسها العطرة مع كل نسيم صباح فأحظى بيوم مشرق مليء بالحياة كله أنس وسعادة وحب وسيادة....


ذكريات جميلة ....

أتذكر أيامي حين أكون معها فكأنني أرى العالم كله ملكاً لي وأشعر بكل أنواع الفرح تخالط قلبي وتمتزج بدمائي وتسير في عروقي مشعلةً نار حبي ولهف قلبي للإقتراب منها والبقاء معها ....
كل أيامي كانت مشرقه فلم أكن أرى جانباً مظلماً في حياتي لأن قلبي امتلأ من نور ذلك الحب وذلك الشوق فأعمى بصري وجعلني كفيفاً عن رؤية الظلام فلم يتطرق إلى ذهني بل لم أكن أعلم أن هناك عمى يصيب العين فلا ترى الظلام
لم أكن أرى شيئا سوى كل ما هو جميل


قتل النفس لأجلها ....

سارت الأيام وأنا أعيش تلك اللحظات ساعة بساعه وثانية بثانية ولحظة بلحظة
فتارة أكون معها وتارة أفكر فيها وفي حديثها وكلماتها وصوتها كأنني لا أعيش سوى في عالمين من الحقيقة والخيال
فبالرغم من كل ذلك الحب وبالرغم من كل تلك المشاعر فلم تكن تعلم بما في أعماق قلبي
ولم تكن تعلم بما أكنّه لها من الشوق والحب واللهفه
فلقد كنت سجّاناً ماهراً لمشاعري ومخفياً متمكّنا لما بداخلي
كنت أظهر لها عكس ما أحمله بأعماقي
كنت أظهر لها عدم المبالاة بها وكنت أتعمد الغياب لكي لا تتعلق بي أكثر
كان فعلي هذا يقتلني ويمزقني ويقطّع وجداني وكنت أظهر لها عكس ذلك
لأنني كنت أفعل كل ذلك لأجلها ....
فلقد كانت هناك أسواراً شاهقة تقف حائلاً بيني وبينها
لم أستطع الوصول إليها وهي لم تستطع ذلك بل أن المحاولة قد تكون قاتلة لكلينا
وأنا لم أكن مستعداً لأغامر بها
بل كان يقتلني مجرد التفكير في أنها قد تتأذى أو قد يصيبها شيء من الأذى
لم أكن مستعداً لأراها في زنزانة العذاب تتجرع كؤوسها لأجلي
كنت سأضحي بكل شيء لأراها سعيدة سعادة كاملةً تغمر حياتها .. ولكنها لم تكن لتحدث ....
لقد كانت تعتقد أن ما أفعله هو كرهٌ لها أو وسيلة للإبتعاد عنها
نعم إنها محقة فما كنت أفعله يوحي بذلك ويشير إليه .... ولكنه لأجلها ....


ولكن .... حدثت الكارثة ....

جعلتني أبصر ذلك الجانب المظلم الذي طالما غفلت عنه وأُعمي بصري عن رؤيته
فكم كانت ماهرةً في إخفائه وكم كانت ممثلةً بارعةً في إتقان أدوارها وإسدال ستائرها
فبعد أن رأت مني الإعراض عنها لم تتوانى في اتخاذ قرارها الذي حطم قلبي وأشعل الكره في أعماقه
لقد بنت لها حباً وعشيقاً جديدا بكل برود وبدون أي تأنيب للضمير وبدون أي اهتمام لمشاعر أيٍ كان
لقد كان تصرفها بمثابة التعلق بشماعة تنقذها من الغرق في غياهب الوحده
لقد كان قلبها مليئاً بالأنانية لا يهمها سوى ما تريده وما تجد السعادة معه


كانت خائنة وقاسيه ....

تبيع قلبها لمن يهبها حبه وتدوس على قلوب من سبقه
ومن لا ينصاع لها ولطلباتها وإرادتها فسيكون الضحية الجديدة
ففي قلبها متسع لملايين البشر ولا أظن أن ما تملكه هو قلب فمثلها


ليس له قلب ....

بل هو سلاح يتلون كيفما شاء ويتصنع الحب كيفما شاء
ويزرع الأفخاخ للقلوب ليوقعها بداخله فتلتهمه أشواكها وتطرحه صريعا
ولم تكن لتمتلئ تلك الأفخاخ فما أن تسقط أحدهم حتى يختفي ولا يبقى له أثر بداخل قلبها
بل تجعله
كأنه لم يكن


والآن ....

أعلن الرحيل عن عالمها والإبحار بعيداً عنه تاركا ذكرياتي نفايات على شاطئها
فلن تفكر في لملمتها ....
وتاركا أمتعتي مبعثرة في أنحاء مملكتها عبرة لمن سيكون بعدي ضحية أنانيتها وخيانتها وقسوة قلبها المتحجر الخالي من الحياة ....


وداعاً ....

وداعا أيها العالم المظلم وأتمنى لك الإشراق
وداعا أيها العالم المظلم وأتمنى لك الإشراق
وداعا أيها العالم المظلم وأتمنى لك الإشراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق