مبتورٌ أنا يا صديقي من شجرة السعادة

وجذوري اقتلعت من ترابي

أغصاني جَفت بأول العُمر فما عادت تُثمر أوراقي

والماء يجري من حولي رافضاً إسقائي

ويدُ الفلاح تبتر لو حَن لأوجاعي

وتُريد مني أن أسقطَ ثمراً يا صديقي

وتطلب مني أن أصير شجرةً مباركةً

أصلُها ثابت وفرعها في السماء

صديقي

ربما أنسيتني مؤقتاً هذا الحزن بإنشاد الشعر وترديد الغناء

ربما بسطت لي أرقام الدنيا مرةً بالبساطة ومرةً بالدهاء

لذا أعتذر لك يا صديقي وأسفي يغمره الرجاء

يا صديقي

لا تُحاول مع من نظر في بطن أمه درب الشقاء

لا تُتعب صبرك بمن ولد وفي عينية البكاء

وأُرضع البكاء

ودُثر بالبكاء

وطُهر بالبكاء


صَديقي الصبور حد الإخلاص

تساؤلاتي ستُدغِمُك معها حتى الخلاص

أنا مَنْ أكون؟

ولماذا أكون؟

ومن أجل مَنْ أكون؟

لا تَضم الآن حاجبيك استغراباً

لربما حُزني أمامك

بُكائي بين يديك

تنهايدي التي أصمت أُذنيك

كانت كافية لحد تعري مشاعري باتجاه عينيك

ولربما كُنت أكثر وضوحاً أمامك مني

وأخبرتُكَ بشيْ لم أُحدث به نفسي

صديقي لا تستغرب من تساؤلاتي الطفو ليه

أو من طفولة أسئلتي الغبية

احترتُ يا صديقي واشتعلت الأيام في رأسي سوادا

لم أُلآقي لي أجوبة ولم تُلاقيني الأجوبة

هل ماتت كل الأجوبة

وبقت كما هى تؤرقني الأسئلة

تقتلني كل يوم بلا فائدة

هل أدركت يا صديقي أن عقدة أيامي المتشابكة لا تحل

وأن تشابه ألآمي لا تُعلل

وأني مجرد قلباً تملأه العلل

هل عرفت أخيراً

أني إنسان كُتب له الموت قبل الولادة